Skip to content 
حب الشباب هي حالة جلدية شائعة بين الناس في فترة المراهقة والشباب وهي عبارة عن بثور تظهر على سطح الجلد خاصة جلد الوجه. مؤخرا قامت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية American Academy of Dermatology بطرح بعض الارشادات الاكلينيكية المستحدثة لعلاج حب الشباب، حيث تستند الإرشادات الجديدة على العديد من الدراسات الاكلينيكية الحديثة و المراجعات المنهجية لجميع الطرق العلاجية المستخدمة في علاج هذه الظاهرة الجلدية.
ما هو حب الشباب؟؟
حب الشباب هو حالة جلدية تحدث عندما يحدث انسداد لبصيلات شعر الجلد بالزيت والدهون الجلدية وخلايا الجلد الميتة. غالبًا ما يؤدي إلى تكوين البثور والرؤوس السوداء والأكياس، وتتكون هذه البثور بشكل أساسي على الوجه والظهر والكتفين. ورغم أن هذه الظاهرة أكثر شيوعًا عند المراهقين، إلا أنه يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الفترات العمرية ، حتى عند كبار السن. يمكن أن يكون لحب الشباب آثار نفسية كبيرة على من يعاني منها خاصة المراهقين، حيث أن الشخص الذي يعاني من انتشار بثور حب الشباب قد تتأثر ثقته بنفسه وتقديره لذاته بين الأشخاص المحيطين به ، مما يجعل الاحتياج الى علاج فعال أمرا ضروريًا.
أسباب ظهور حب الشباب
هناك بعض العوامل التي تزيد من شدة حب الشباب كالتغيرات الهرمونية التي تحدث عند الشباب من الجنسين أثناء فترة البلوغ وتتسبب في زيادة الدهون المفرزة على سطح الجلد مما يؤدي الى انسداد بصيلات الشعر وما يليه من تكون البثور والرؤوس الجلدية، أيضا بعض الأدوية والعلاجات الهرمونية قد تؤدي الى تأثير مماثل. الرطوبة العالية والتعرق الزائد ونقص الاهتمام بالنظافة الذاتية المستمرة كلها عوامل تزيد من ظهور حب الشباب وتزيد من شدته. أيضا التوتر النفسي الزائد قد يؤدي الى تفاقم بثور حب الشباب عند الأشخاص المصابين والأشخاص الأكثر عرضة , وليس غريبا تزداد معدلات الاصابة بحب الشباب عند الطلاب في فترات الامتحانات.
خيارات علاج حب الشباب
تحدد الإرشادات المستحدثة من الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية AAD مجموعة متنوعة من الخيارات العلاجية لحب الشباب، والتي يمكن تصنيفها على نطاق واسع في عدة مجموعات:
العلاجات الموضعية:
هذه أدوية يتم دهنها مباشرة على الجلد. تشمل العلاجات الموضعية الشائعة ما يلي:
الريتينويدات الموضعية: مشتقة من فيتامين أ Vitamin A ، وتساعد في فك انسدادات المسام. ومن الأمثلة على ذلك تريتينوين وأدابالين وتازاروتين.
بيروكسيد البنزويل: يساعد هذا المركب الدوائي في قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب وتقليل درجة الالتهاب المصاحب للبثور.
المضادات الحيوية الموضعية: يتم استخدامها موضغيا لتقليل البكتيريا على الجلد ولكن لا يوصى بها كعلاج مستقل بسبب امكانية حدوث مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
حمض الساليسيليك وحمض الأزيلايك: تساعد هذه المركبات الدوائية في تقشير الجلد وتقليل الالتهاب.
العلاجات الدوائية التي يتم تناولها عن طريق الفم :
المضادات الحيوية: يمكن أن تساعد في مجابهة البكتيريا و الحد من الالتهابات في حالات بثور الشباب المتوسطة والشديدة.
الأدوية الهرمونية: يمكن أن تكون حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الاستروجين والبروجستين فعالة للنساء المصابات بحب الشباب الهرموني.
الإيزوتريتينوين: يستخدم هذا الدواء القوي لبثور الشباب الشديدة والتي لم يستجب للعلاجات الأخرى. يتطلب مراقبة دقيقة بسبب الآثار الجانبية المحتملة.
العلاجات الفيزيائية
تشمل هذه الإجراءات مثل التقشير الكيميائي والعلاج بالليزر والعلاجات القائمة على الضوء. ومع ذلك، تشير المراجعات المنجهجية الحديثة إلى أن الأدلة العلمية والدراسات الاكلينيكية التي تدعم هذه العلاجات غير كافية.
العلاجات التكميلية والبديلة والطبيعية
مثل زيت شجرة الشاي والشاي الأخضر، وأيضا لا يوجد أدلة علمية كافية للتوصية بها.
التدخلات الغذائية: هناك العديد من الأبحاث عن تأثير النظام الغذائي على حب الشباب، ولكن الإرشادات الموصى بها من الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية تشير إلى أن الأدلة العلمية غير كافية للتوصية بتغييرات غذائية محددة. وان كان العديد من الخبراء يعتقدوا أن النظم الغذائية الغنية الغنية بالسكريات والكربوهايدرات قد تزيد من شدة وحدة بثور الشباب عند الأشخاص الأكثر عرضة، ولكن المزيد من الأبحاث والدراسات مطلوبة لكي تؤكد على هذه العلاقة ولكي تؤكد أن تعديل النظام الغذائي قد يقلل من حدة هذه البثور أو يساعد في علاجها.
أحد المبادئ الرئيسية التي يجب التأكيد عليها في علاج حب الشباب هو أهمية اتخاذ القرار المشترك بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى. وهذا يعني أن خطط العلاج يجب أن تكون مصممة خصيصًا للمريض، مع مراعاة احتياجاته وتفضيلاته وظروفه الصحية والحياتية. يجب مراعاة عوامل مثل شدة بثور الشباب والآثار الجانبية المحتملة والحالة الصحية العامة للمريض ونمط حياته وكاليف العلاج عند تطوير استراتيجية العلاج.
أيضا تؤكد الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية AAD على أهمية المراقبة والمتابعة المنتظمة للمرضى الذين يخضعون لعلاج بثور الشباب. وهذه المتابعة بالغة الأهمية بشكل خاص لأولئك الذين يتناولون أدوية مثل الإيزوتريتينوين، والتي تتطلب إشرافًا طبيا دقيقًا بسبب الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك المخاطر على الصحة العقلية والحمل.
معالجة التأثير النفسي لحب الشباب
إدراكًا للعبء النفسي الذي يمكن أن يتسبب فيه حب الشباب، توصي الإرشادات مقدمي الرعاية الصحية بالاهتمام بالجانب النفسي للمريض والتأثيرات النفسية المصاحبة لحب الشباب مثل الاكتئاب والقلق وفقدان الثقة بالنفس والرهاب الاجتماعي. تعد معالجة هذه الأعراض النفسية جزءًا أساسيًا من العلاج الشامل لحب الشباب. وبالتالي فإن تواجد أخصائيو الصحة النفسية بشكل بارز وفعال في علاج هذه الحالة المرضية يعد أمرا ضروريا الى حد كبير.
المصادر:-
AAD Issues New Guidelines for Clinical Management of Acne Vulgaris
