...

مدونة ميديكاوي الطبية

الرئيسية

تشخيص سرطان القولون

طبيعة سرطان القولون

يحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الرابعة بين أنواع السرطان الشائعة، حيث يمثل 10% من الحالات الجديدة للاصابة بالسرطان والمرتبة الخامسة في الوفيات المرتبطة بالسرطان على مستوى العالم، ويتسبب في وفاة حوالي 550 ألف شخص سنويًا على المستوى العالمي. بالرغم من أن حوالي 50% من حالات سرطان القولون والمستقيم يتم اكتشافها مبكرًا، إلا أن عودة الورم أو انتشاره قد يحدث لاحقا، في حين يتم تشخيص 25% في مراحل متأخرة، مع توقعات غير جيدة لسير المرض.

يتطور سرطان القولون والمستقيم من تغيرات في الخلايا المبطنة للقولون، مما يؤدي إلى نتوءات غدية قد تتطور لتصبح سرطانية بسبب الطفرات الجينية واللاجينية . تشمل عوامل الخطر التقدم في العمر، ونمط الحياة غير صحي ، والسمنة، وسوء التغذية، والتدخين، وتعاطي الكحول،والتهاب الأمعاء المزمن.

تشخيص سرطان القولون
تشخيص سرطان القولون

 

أهمية التشخيص المبكر لسرطان القولون

من التحديات في علاج سرطان القولون أن يتم اكتشاف وتشخيص المرض مبكرا قبل الانتشار الى اماكن اخرى في الجسم، مما يدفع إلى البحث عن دلالات أورام جديدة للتشخيص . يهدف الفحص إلى اكتشاف سرطان القولون والمستقيم مبكرًا وإزالة النتوءات الورمية قبل تحولها الى نتوءات سرطانية، وهو أمر بالغ الأهمية لتقليل معدل الوفيات .

تشمل طرق الفحص والتشخيص لسرطان القولون منظار القولون ، و الاختبارات المعتمدة على البراز، وأشعة ال x-ray والأشعة المقطعية للقولون ، والمنظار  الداخلي لكبسولة القولون ، وكلها تتطلب متابعة بمنظار القولون إذا كانت النتيجة إيجابية. توصي جمعية السرطان الأمريكية بالفحص الروتيني للاستعلام عن بوادر سرطان القولون أو أي نتوءات غدية محتملة بدءًا من سن 45.

منظار القولون

يبرز منظار القولون باعتباره المعيار الذهبي والأساسي  gold standard لفحص واكتشاف سرطان القولون والكشف عن الأورام الغدية، مما يتيح ازالتها جراحيا، ولذلك يعتبر منظار القولون الطريقة المفضلة للتشخيص النهائي الحل العلاجي في حالة ايجابية النتائج من طرق الفحص الأخرى. يعد منظار القولون أداة محوريًة في علاج سرطان القولون والمستقيم وسلائفه، وكذلك في معالجة مشكلات الجهاز الهضمي السفلي كإزالة الأورام الحميدة وايقاف أي نزيف مرتبط بالجهاز الهضمي السفلي.

الهدف الأساسي من الفحص المبكر هو اكتشاف النتوءات السرطانية بالقولون والمستقيم مبكرًا، عندها يكون العلاج أكثر فعالية، ويساهم في منع تطور سرطان القولون عن طريق تحديد وإزالة النتوءات السرطانية بالقولون والمستقيم. وبالتبعية تقليل معدلات وفيات. توصي إرشادات الفحص الآن بإجراء تنظير القولون بدءًا من سن 45 عامًا للأفراد ذوي المخاطر المتوسطة، مع إجراء فحص مبكر لأولئك الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي لسرطان القولون ، أو مرض التهاب الأمعاء، أو سرطانات الجهاز الهضمي.على الرغم من ظهور اختبارات فحص جديدة، يظل منظار القولون مع استئصال النتوءات السرطانية الوسيلة الاساسية للوقاية من سرطان القولون والمستقيم. 

تهدف الجهود المبذولة في فحص سرطان القولون إلى تقليل المخاطر والتكاليف مع زيادة فاعلية العلاج إلى الحد الأقصى. وقد أظهرت الدراسات انخفاض معدل وفيات سرطان القولون والمستقيم من خلال منظار القولون واختبار الدم في البراز. تشير الأبحاث إلى انخفاض معدل الإصابة بـالمرض بين الأفراد الذين تم فحصهم باستخدام المنظار مقارنة بأولئك الذين لم يتم فحصهم، مما يعزز فوائده الوقائية.

اختبارات الدم في البراز (Fecal Occult Blood Test)اخ

إن اختبار الدم في البراز FOBT هو طريقة فحص تعتمد على البراز وتستخدم تفاعل الأكسدة لتحديد الأورام الحميدة والنتوءات السرطانية في القولون والمستقيم. تتطلب هذه التقنية من الأفراد تقديم ثلاث عينات متتالية من البراز سنويًا. أي نتيجة غير طبيعية تتطلب إجراء منظار للقولون لفحص مشاكل القولون والمستقيم.  

اختبار الكيمياء المناعية في البراز (Fecal Immunochemical Test)

يكتشف اختبار الكيمياء المناعية الدم المخفي في البراز باستخدام الأجسام المضادة الخاصة بجزء الجلوبين من الهيموجلوبين. ليست هناك حاجة لأي تغييرات في النظام الغذائي أو الدوائي للمريض قبل الاختبار، على الرغم من وجود بعض عدم اليقين بشأن تأثير الأسبرين أو الأدوية المضادة للتخثر على دقة الاختبار. قد يكون اختبار الكيمياء المناعية مفيدا لفحص واكتشاف سرطان القولون لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عامًا، ويتطلبون عينة واحدة من البراز. وفي حالة وجود نتيجة FIT إيجابية يؤدي ذلك الى طلب إجراء منظار للقولون، بينما تؤدي النتيجة السلبية إلى إعادة الاختبار خلال عامين. تشير الدراسات الحديثة إلى أن زيادة الفاصل الزمني للفحص لقيم FIT المنخفضة قد يكون ممكنًا. ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من أولئك الذين لديهم نتائج اختبار FIT إيجابية لا يعانون من حالات خطيرة، ويمكن أن تؤدي النتائج الإيجابية الكاذبة إلى عمل منظار للقولون غير الضروري . على الرغم من الحساسية العامة الجيدة لاختبار FIT، فإن اختبار الكيمياء المناعية FIT يكون أقل فعالية في اكتشاف الأورام في القولون القريب.

اختبار الحمض النووي في البراز متعدد الأهداف (mts-DNA)

يتضمن اختبار mts-DNA جمع عينة واحدة من البراز في المنزل دون إجراء تغييرات في النظام الغذائي أو الدواء. يكتشف المؤشرات الحيوية biomarkers المرتبطة بـ سرطان القولون والآفات السابقة لحدوث التسرطن. تمت الموافقة على اختبار mts-DNA من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA). ومع ذلك، فإن له قيمة تنبؤية إيجابية أقل  مقارنة بالاختبارات الأخرى ولا ينصح به لأولئك الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي أو استعداد وراثي لسرطان القولون. قدرة هذا الاختبار على اكتشاف الأورام الغدية بالقولون محدودة، مع وجود عدد كبير من النتائج الإيجابية الكاذبة. أظهرت الدراسات أن FIT وتنظير القولون أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة مقارنة باختبار mts-DNA.

المنظار الكبسولي القولون (CCE)

CCE هي طريقة فحص CRC  باستخدام كبسولات إلكترونية قابلة للبلع لالتقاط صور للجهاز الهضمي. يوفر الجيل الثاني من CCE (CCE-2) حساسية محسنة تجاه التشخيص مع تغطية شبه كاملة للقولون. يعتبر CCE بديلاً آمنًا وفعالاً لمنظار القولون، خاصة عندما يكون هناك بعض الموانع لمنظار القولون. وجدت مراجعة حديثة أن دقة المنظار الكبسولي للقولون يمكن مقارنتها بمنظار القولون التقليدي وتتفوق على تصوير القولون بالأشعة المقطعية. وبالتالي فإن المنظار الكبسولي للقولون يوفر بديلاً جيدًا لتنظير القولون التقليدي في حالات معينة.

تصوير القولون بالأشعة المقطعية (CTC)

 تصوير القولون بالاشعة المقطعية  هو وسيلة تشخيصية اشعاعية مع فترة بينيةموصى بها مدتها خمس سنوات بين الفحص والآخر. وقد تم الإشادة به لسلامته وسهولة استخدامه، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن التعرض للإشعاع. يعتبر تصوير القولون بالأشعة المقطعية فعالاً في الكشف عن الأورام الحميدة التي يزيد حجمها عن 10 ملم، وتكلفته أقل بشكل عام من منظار القولون. ومع ذلك، فهو ينطوي على حد أدنى من مخاطر التعرض للإشعاع، ما يميز هذا النوع من الفحص هو أنه أقل تدخلاً مقارنةً بعمل منظار القولون التقليدي.

تصوير القولون بالرنين المغناطيسي (MRC)

يعتبر تصوير القولون بالرنين المغناطيسي بديل خالي من الإشعاع والذي يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم القولون. وعلى الرغم من أنه يتجنب الإشعاع وما ينطوي عليه من مخاطر صحية محتملة، فإن اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي لديه حساسية ونوعية أقل في التشخيص، خاصة بالنسبة للأورام الحميدة الصغيرة والأفراد ذوي المخاطر المتوسطة. أدت التحسينات في تقنيات مثل الفحص المجهري ذو التجويف الداكن إلى تعزيز فعالية تصوير القولون بالرنين، لكنه لا يزال أقل فعالية من منظار القولون للكشف عن سرطان القولون والمستقيم.

المؤشرات الحيوية لسرطان القولون biomarkers

أصبحت دلالات الأورام tumor markers  احدى الأدوات التشخيصية المعتمدة في تشخيص السرطانات بشكل عام. غالبًا ما يتضمن سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة تغيرات جينية بدلًا من الطفرات الجينية، مما يجعل هذه التغييرات علامات تشخيصية محتملة. يمكن أن يساعد مثيل الحمض النووي الشاذ للجينات المثبطة للورم، مثل SFRP2 وVIM، في اكتشاف سرطان القولون.كما أظهرت دلالات الأورام المعتمدة على الدم مثل SEPT9 وIGFBP2 أيضًا إمكانية اكتشاف وتشخيص سرطان القولون.

في النهاية فإن التشخيص المبكر لسرطان القولون والتشخيص المبكر لبوادر حدوثه في الأشخاص الأكثر عرضة يعتبر ركنا اساسيا في نجاح العلاج وتقليل نسبة المخاطر والوفيات نتيجة لهذا النوع من السرطان, كما أن فهم الفوائد والتحديات واعتبارات الممارسة السريرية لوسائل فحص سرطان القولون والمستقيم ضروري لتحسين استخدام هذه الفحوصات وبناءا عليه رفع معدلات التشخيص الباكر والوقاية والشفاء من  هذا المرض.

المراجع :

Jayasinghe, M., Prathiraja, O., Caldera, D., Jena, R., Coffie-Pierre, J.A., Silva, M.S. and Siddiqui, O.S., 2023. Colon cancer screening methods: 2023 update. Cureus, 15(4).

المصدر: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC10182334/ 

Scroll to Top
Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.